أدلة تحريم مصافحة الأجنبية

اعلموا أيها المسلمون:
أنه لا يجوز للرجل أن يصافح امرأة أجنبية عنه ولا يجوز له أن يمس شئ من بدنه شيئا من بدنها.
والمصافحة: المراد بها الإفضاء بصفحة اليد إلى صفحة اليد ، أما المرأة الأجنبية: هي كل من عدا المحارم من النساء.
والمحارم: أصحاب القرابة الرحمية المحرمية وهم الذين لا يحل نكاح بعضهم بعضا لشدة القرابة بينهم ويكون الرجل منهم محرما لقريبة في أي سفر كالزوج والأب والابن والأخ، واعلم أن المحرمات على التأبيد من النساء هن اللاتي لا يحل الزواج بهن بحال من الأحوال وتحريمهن إما:
بالنسب: وهن الأمهات (ويدخل فيهن الجدات وإن علون) ثم البنات (ويدخل فيهن بناتهن وإن سفلن) ثم الأخوات سواء كن شقيقات أو لأب أو لأم) ثم العمات ثم الخالات وإن علون سواء كن من جهة الأب أو الأم ثم بنات الأخ وبنات الأخت.
أو من الرضا ع: سبع أيضا كما هو الحال في النسب.
بسبب المصاهرة: زوجة الأب أو زوجة الابن وأم الزوجة (وهذه تحرم بمجرد العقد على ابنتها) وبنت الزوجة (وهذه لا تحرم إلا بالدخول بالأم).
وعلى هذا فلا يحل للرجل مصافحة الأجنبية ولو كانت ابنة عمه أو ابنة عمته أو ابنة خاله أو ابنة خالته أو امرأة عمه أو امرأة خاله أو زوجة أخية أو زوجة ابن أخيه أو زوجة ابن أخته أو أخت زوجته أو ابنة الصديق أو ابنة الجيران وهكذا.
وهذه بعض أدلة هذا الحكم:
الأول: مارواه معقل ابن يسار أن رسول الله  قال:(لأن يطعن فى رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له)
الثانى: ما رواه أبو هريرة  أن رسول الله  قال: (كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محاله، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما السمع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه).
الثالث: امتناع النبى  عن مصافحة النساء حال المبايعة وفيه أحاديث:
منها مارواه عروة ابن الزبير  أن عائشة رضى الله عنها أخبرته أن رسول الله يمتحن من هاجر اليه من المؤمنات بهذه الآية قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} إلى قوله { إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
قال عروه  قالت عائشه رضى الله عنها: فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله  : قد بايعتك كلاما، ولا والله ما مست يده يد امرأة قط فى المبايعة وما بايعهم إلا بقوله :(قد بايعتك على ذلك).
الرابع: أن مصافحة الأجنبية ذريعة إلى الافتتان بها.
قال الإمام الشنقيطى رحمه الله :إنما أمر بغض النظر خوف الوقوع فى الفتنة ولا شك أن مس البدن للبدن أقوى فى إثارة الغريزة وأقوى داعيا إلى الفتنة من النظر بالعين وكل منصف يعلم حتى ذلك.
وفى النهاية نقول:
أنه لو لم ترد الأدلة السابقة من سنة المعصوم  لكان فى قاعدة (سد الذرائع) دليل قوى على منع هذه المصافحة والله تعالى أعلم.
وهذه بعض نصوص علماء المذاهب الأربعة رحمهم الله فى حكم مصافحة الأجنبية:
أولا : المذهب الحنفي: قال الإمام الطحاوى: فلا يحل مس وجهها وكفيها وإن أمن الشهوة لأنه أغلظ.
ثانيا : المذهب المالكي: قال الإمام الصاوي في حاشيته : قول (ولا تجوز مصافحة الرجل للمرأة) أي: الأجنبية وإنما من المستحسن المصافحة بين المرأتين لا بين رجل وامرأة أجنبية.
ثالثا: المذهب الشافعي: قال العلامة النووي: وحيث حرم النظر حرم المس بطريق أولى لأنه أبلغ لذة.
رابعا: المذهب الحنبلي: قال الإمام السفارينى :أما الشابة الأجنبية فتحرم مصافحتها .
وذلك مذهب الأئمة الأربعة وعامة العلماء رحمهم الله.

كل خير فى اتباع من سلف *** وكل شر فى ابتداع من خلف