لماذا تغض بصرك ؟؟؟
لماذا نغض البصر؟
قد يقول شباب من شبابنا: ولماذا يتعب الواحد منا نفسه فيغض بصره عن النساء؟ مع العلم بأن هذه الشهوة محببة إلى النفوس.
وقبل الجواب: ألفت نظرك يا باغي الجنة أنه لابد وأن تصغي القلوب وتنتبه العقول وتفتح العيون لما سيأتي في هذه الرسالة من كلمات...
* فكم من حي قلبه ليس بحي؟
* وكم من ذي عقل جاهل؟
* وكم من مبصر وهو لا يرى؟
لهذا ومن منطلق الحب في الله أود منك أخي القارئ أن تستحضر بقلبك وعقلك فضائل هذه العبادة الجليلة ولو لخمس دقائق فقط ثم أوصيك بأن تشد من أزر نفسك وتطل برأسك إلى نيتك فتجددها وتخلصها إلى بارئها نفعك الله بالعلم النافع.
فإذا يسر الله –عز وجل- لك ذلك فاعلم أننا نغض أبصارنا عن الحرام لأنه:
1- لأن الله أمر بغض البصر :
فقال :{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}، قال قل للمؤمنين فشرف نفسك واعل بهمتك والزم الأمر لتكون من المؤمنين لأن النظر باب إلى كثير من الشرور وهو بريد الزنا ورائد الفجور.
يقول ابن تيمية – رحمه الله – في تفسير هذه الآية: فالنظر داعية إلى فساد القلوب.
لأجل هذا قال بعض السلف (النظر سهم مسموم إلى القلب) وقال النبي :(يا على لا تتبع النظرة بالنظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة)؟
2- لأن البصر نعمة :
لأجل هذا كان غضه عن الحرام من قبيل شكر المنعم جل جلاله قال {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}، فالبصر نعمة عظيمة ولكن أكثر الناس لم يحسنوا شكر هذه النعمة!! فاسأل نفسك وقل لها :
هل سرت يوما في الطريق فشاهدت فاقد البصر؟
هل تذكرت ما أنت فيه من نعمة؟
هل حمدت الله عليها؟
إذاً: لماذا أستخدم هذه النعمة في معصية الله ؟ ألا أستحي من الله ؟.
3- نغض البصر لأنه تجارة رابحة: يتلذذ صاحبها بالأمن والراحة في الدنيا وينعم بنعيم أهل الجنة في الآخرة فكما أن للدنيا تجار فلله تجار! إنهم تجار الآخرة، علموا بغلوّ السلعة فبعثت في أنفسهم الخوف على كسادها وتطلعت أعينهم لها، آثروا ما عند الله على ما عند الناس فسارعوا في الخيرات في العاجلة لينالوا مطامحهم في الآجلة؛ ولكنهم أدركوا أن لدخول الجنة أسبابا وشروطا من أهمها وأعظمها(غض البصر)؟
4- نغض البصر.. لأن النظرة سهم مسموم أثرها يستمر وإن غاب المنظور إليه :
حيث إن هذه النظرة المحرمة تشغل فكراً فتورث هماً وتبذر شهوة فتنبت هوى شأنها شأن السهم المسموم فإن السم يظل يسرى منه إلى الجسم وإن نزع السهم من موضع الإصابة.
5- نغض البصر... لأن القلب بيت والعين بابه ولا يدخل لص البيت إلا والباب مفتوح: فإذا دخل اللص سرق حلية الإيمان وجوهر التقوى وترك القلب خرابا في خراب، فاحذر هذا اللص فإنه خفيف الحركة تكفيه لحظه واحدة فقط.
6- نغض البصر... لأن إطلاق البصر من أوسع مداخل الشيطان :
إن البصر جارحة لا تملئ بخلاف البطن فإنها متى امتلأت لم يبق له في الطعام إرادة، أما العين فلو تركت لم تفتر عن النظر أبدا وبالنظر يدخل جند الشيطان ويحتل القلب كله.
7- نغض البصر... حتى لا نقع في شباك النساء :
لأن المرأة أقوى أسلحة الشيطان، فإذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان خاصة في أزماننا التي تخرج فيها المرأة شبه عارية وهى متجردة من الحياء قبل الملابس.
8- نغض البصر... لأن غض البصر طريق لتحقيق العفة :
والله يقول:{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ }.
9- نغض البصر... لأن أشباه يوسف قلّوا بل ندروا وعدوات الحور العين أطللن من شاشات التلفاز وعلى صفحات الجرائد والمجلات وعلى شبكات الإنترنت، وأخوات امرأة العزيز عجت بهن طرقات المدينة في حصار يشبه ما فعلته أختهن من قبل {وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ } وأبرزت كل واحدة منهن مفاتنها وكشفت ما استتر من زينتها؛
ولسان حالها يقول للشباب {هَيْتَ لَكَ }
فهلا أدرك شبابنا ذلك؟؟!!
اتقوا النار بغض الأبصار