إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
تقدم الكلام على الأناجيل وأن دلالات العقيدة الصحيحة فيها من بشرية عيسى عليه السلام ورسالته أكثر بكثير من البذور التي بثها كتاب الأناجيل على استحياء ، لأن الأناجيل كتبت في مرحلة كانت عقيدة التوحيد فيها هي الأظهر ، وأن عقيدة التثليث لم تظهر إلا بعد مجمع نيقية سنة 325 . وأن بولس في رسائله الشخصية هو صاحب فكرة الغلو في عيسى عليه السلام بناء على طبيعته الشخصية التي تميل إلى التطرف ، كما كان متطرفاً جداً في حربه لأتباع عيسى عليه السلام صار متطرفاً في الغلو في عيسى عليه السلام ، وأن رسائله كونها رسائل شخصية موجهة من شخص إلى شخص سمح لنفسه فيها بقدر من الغلو لم يكن يخشى معه من أمر العامة مع أنها لم تكن كلها كذلك ، على الأقل رسالته إلى العبرانيين لم يكن فيها هذا الغلو .
والتقط الخيط بعد ذلك مدرسة فلسفية رومانية كانت موجودة في أنحاء الأمبراطورية الرومانية بصفة عامة وكان مركزها الرئيسي في الأسكندرية وأحد روادها تنصر ثم ارتد عن النصرانية ثم تتبع كل المذاهب الفلسفية ثم صهرها مع بعض شوائب من اليهودية ومع أفكار بولس التي التقت مع الأفكار الوثنية فخرجت هذه العقيدة ، وصار الصراع بعد انتهاء الجولة الأولى من التبشير بالنصرانية في البلاد الرومانية عن طريق بولس وبعض من تجاوب معه في مقابل أيضاً دعوة أريوس وبعض من تبعوه ، وكانت الغلبة لأريوس ، ورسائل بولس تتكلم دائماً عن خصم آخر كان يفسد عقائد الناس بعد أن يتركها ، وغالب الظن أن الخصم الآخر هو أريوس وأتباعه ، واستمر الأمر كذلك إلى أنه شبه انتهى صراع بولس أو انتهى جيل بولس وأتباعه وحمى الأفلوطين في مدرسة الأسكندرية الفلسفية وبداية الصياغة الفلسفية لهذه العقيدة
طبعاً هنا النصارى يسمون الموحدين أتباع أريوس بغض النظر عن السابقين عليه ، يعني كما يسمون الأرسوذكس " يعقوبيين " رغم أنه ليس مؤسس هذه الفكرة .
فالمقصود هنا أن مذهب التوحيد عند النصارى صار علم عليه ، أو كان أبرز الدعاة إليه كان هو " أريوس "
وبالتالي هم يقولون أن أريوس في مواجهة بولس أو مذهب أريوس في مواجهة مذهب بولس ، ثم مذهب أريوس في مواجهة مذهب كنيسة الأسكندرية الفلسفية .
واستعاروا الثالوث الذي كان موجوداً في عقائد وثنية كثيرة وذلك لأن الفطرة المسيطرة على القلوب التي تنفي التعدد كانت ربما وصلت بالبعض كإخناتون مثلاً إلى أن يتكلم عن إله واحد وإن جعله إله الشمس ، وانتهبت بالبعض أن يجعل ثلاث آلهة هي المسيطرة على باقي الآلهة
فإذن يوجد محاولات كثيرة لإعمال العقل مع الفطرة مع الموروثات الوثنية ، وكان منها نموذج لعله نقله البعض عن الآخر ، لأن الفلسفة الرومانية فرع على الفلسفة اليونانية ، والفلسفة اليونانية على الديانات الهندية القدمية ، فعندما نقول أن هذه الفكرة موجودة في الديانات الهندية القديمة والفلسفة اليونانية أو الرمانية فمن الوارد أن يكون توارد لأفكار شيطانية أو تناقض لأفكار بالفعل من شخص لآخر .
وانتهى الأمر بأن ... نقل هذا الكلام وكانت مدرسة الأسكندرية تتبنى هذا على خلاف كل الكنائس الأخرى التي كانت أتباع لأريوس ، أريوس كان معاصر للمجمع نقياء الذي كان عام 325، وفي هذا الوقت بدأ قسطنطين يقتنع بأهمية الاعتناء بكل الأديان الموجودة في الأمبراطورية الرمانية لمحاولة إيجاد دين تتحد عليه الأمبراطورية فدعى أتباع عيسى عليه السلام للاجتماع لكي يعرضون عليه مقالاتهم .
وطبعاً العجيب أنه كان إلى ذلك الوقت لم يتنصر ، وكان لا زال وثني ، وهم يقولون أنه تنصر وهو على فراش الموت .
إذن هم حكموا رجل وثني في عقيدتهم .
وماذا يكون المتوقع ؟
وطبعاً أرسل إلى كبراء هذا الدين فحضر ألف ونيف من الأساقفة ، واختلفوا اختلافات كثيرة جداً وهذا شيء طبيعي . لأننا نتكلم في سنة 325 ميلادية بعد موت عيسى عليه السلام يعني بعد رفع عيسى عليه السلام بحوالي 300 سنة ، وكانت هذه الفترة فيها اضطهاد شديد جداً للنصارى من الأمبراطورية الرومانية ومن اليهود الذين كانوا ربما يجاملون الرومان بتقديم النصارى إليهم كقربان على اعتبار أنهم فرقة يهودية خارجة على سلطان دين اليهود وعلى السلطان المدني للدولة الرومانية ، وبالتالي انشغلت الدولة الرومانية بحرب النصارى أكثر من انشغالها بحرب اليهود ، وهذه الفترة كلها اضطهادات وتعذيب بلا تفريق بين الموحدين وبين أتباع بولس .
وبالتالي كل نحلة وكل مجموعة أصبح لهم فكرة وأصبح لهم إنجيل ، ولما قال لهم قسطنطين تعالوا وهاتوا أناجيلكم . وليس كما يقول هؤلاء أو كما يقولون شراح الأناجيل أن الأناجيل الأربعة متكاملة وما أغفله أحدهم ذكره الآخر .
فطبعاً هذا يرده أنه يوجد قصص غير محورية وغير مهمة قليت في الأناجيل كلها تقريباً كقصة الجحش مثلاً ، حتى أحدهم ذكرها جحش والآخر ذكرها جش وأتان مع بعضهم وأن عيسى عليه السلام دخل راكب الاثنين .
حتى أنها ليس فيها أي شيء تربوي إلا أنه قال لهم آتوهم ثم إذا سئلتم قولوا لهم أن الرب يحتاج إلى الجحش ، يعني لم يأمرهم بالاستئذان . وكتاب الأناجيل كلهم أعجبوا بهذه القصة جداً لدرجة أنهم يقولونها مع إغفال واقعة مثل واقعة التجلي في بعض الأناجيل مثلاً ، فلو صحت لكانت واقعة جديرة بالذكر .
في الواقع كان يوجد حوالي سبعين أو مائة إنجيل ، وكل إنجيل عند أصحابه كان هو كتاب الهداية وليس له دخل بالآخر .
وكانت الأقوال متنافرة جداً ، ومن ثم كان من الطبيعي ألا يكون أغلبية مطلقة التي هي الخمسون في المائة بالإضافة إلى واحد بلغة الديمقراطية المعاصرة .
ولكن كانت أكبر مجموعة كانت مجموعة أريوس التي كانت حوالي 800 أسقف يؤيدون قوله ، وكانت المجموعة التي تؤيد القول هي كنيسة الأسكندرية المتعزمة القول بأن عيسى ابن الله حوالي 318 ، ومع ذلك اختار قسطنطين .
ولما اختارهم قال كل من اعتقد غير ذلك يحرق ، وإذن قسطنطين الوثني هو الذي اختار هذه العقدية ، ومؤرخي النصرانية متفقين على أن قسطنطين اختار هذه العقيدة ودعمها وهو ما زال وثنياً ، وعلى الأقل الحلف الذي بين هؤلاء الأساقفة وبين هذا الرجل الوثني الذي يثير التساؤل .
ومع ذلك ظل الأريوس هو الأكثر سيطرة ومذهبه هو الأكثر انتشاراً لدرجة أنه أقام مجمع في صور لكي ينقد مجمع نيقية ، ولكن هذا غير معترف به عند النصارى .
نحن نتكلم في المائة الرابعة بعد الميلاد وبدأت عقيدة النصرانية الفلسفية تظهر ، وإن كانت ظهرت البذور الأولى على يد بولس بعد رفع عيسى عليه السلام مباشرة ، لكن تقرير العقدية . وكل الناس أتت على أنهم أتباع عيسى عليه السلام ، وهذا المجمع هو الذي اختار عقيدة وحرم ما سواها واعتبر أن كل ما سواها مخالف
وبعد ذلك لما جمعوا هذه الأناجيل مع رسائل بولس ووجدوا ذكر روح القدس واختلفوا فيه هذا فجعلوا مجمع القسطنطينية الأول في سنة 381 وكملوا فيه قانون الإيمان .
فمن أين أتيتم بشواهد قانون الإيمان مما يسمونه الكتاب المقدس لعهديه القديم والجديد ؟
تجد تعسف شديد لكي يستخرج لكل جملة شاهد .
العقيدة الجوهرية ينتزع لها عبارات من هنا وهناك ، وبعض عبارات قانون الإيمان لا شاهد لها إلا كلام بولس ، وطبعاً أمر بولس ظاهر حاله .
هم الآن يقولون أنها موجودة في الكتاب المقدس ، نقول ائتوا لنا بهذه المجامع وهل كان فيها غير كلام في كلام ؟
فلو أتوا بالمجامع لا نجد أن أحد منهم عنده إلهام ولا أن كتبة الكتب الأولى عندهم إلهام ولا شيء من ذلك ، بل بعد أن هدأت الناس واستقرت وأصبحت ديانة غالبة أتى أناس يقولون أن التثليث في التوارة .
فهل قال أحد من الناس التي اجتمعت أنه معه حجة غير عقله ورأيه ؟ لا يوجد .
إذن مجمع نيقية قرر بنوة عيسى عليه السلام لله مجمع القسطنطينة قرر سنة 381 قرر إلوهية الروح القدس وبذلك اكتمل الثالوث . وأصبح قانون الإيمان نفسه اكتمل على مراحل متباعده . يقولون بوجود أشياء ليس من المهم أن تقال حتى في قانون الإيمان نفسه . فلما يحدث هرتقات نضيف شيئاً .
بل هي مباحث ، فهم يضعون جزءاً ثم يتباحث الناس فيما وراءه .
ثم بعد ذلك المجامع التي تلي ذلك تتناقش في قضية فلسفية عميقة جداً عندهم .
نحن قلنا أن عندهم مشكلتين :
مشكلة القول بالتثليث ، ولما يتكلمون عليها فلسفياً يقرروها كمبدأ منفصل عن قضية التجسد . بمعنى أنهم كان من الممكن يقولون ثالوث آلهة لكن لا يوجد واحد من الثلاثة أصبح بشر . وطبعاً أكثير ما ينقد ذلك محاولتهم العبثية للجمع بين التوحيد والتثليث .
فهم يقولون أنهم ثلاث أقانيم وفي النهاية هم واحد .
نقول فمن الذي تجسد ؟
يقولون الإبن .
إذن في اقنون ينفصل عن باقي الأقانيم ويصنع شغل خاص به .
فالقضية في غاية الوضوح .
فهم كان من الممكن أن يتكلمون عن التثليث بلا تجسد ، أو هم نظرياً يقررون التثليث ثم يقرروا التجسد .
فلما أتى الناس تبحث فوجئوا بأنهم قالوا أن عيسى هو الإبن ، فكيف يكون جزء من الإله وهو بشر ؟!! .
فكان يأخذهم نوع من أنواع الحمية ويزهلون عن مسائل ، ولما يعودوا لبحثها يختلفون .
فاختلفوا في عيسى عليه السلام بأن له بطيعتين ، بعد أن اتفقوا أنه هو الأقنوم الثاني متجسداً .
متى حصل التجسد وكيف حصل التجسد ، ثم بعد ذلك عيسى عليه السلام الذي تحكي عنه الأناجيل الذي هو في النهاية صلب وقبر وقام بين الأموات وجلس عن يمين الرب .
طبعاً هنا ما زلنا في أقنوم متجسد وظل متجسد وذهب وجلس على يمين الآب .
فمن الواضح هنا أننا نتكلم على شخوص مختلفة تماماً .
ليست هذه القضية الآن .
نقول كيف حدث هذا التجسد ومتى حدث التجسد ؟
هناك فرق منهم وصلت إلى أنها وكأنها نفت التجسد وهم النسطورية ومخلص كلامهم أن عيسى عليه السلام إنسان مبارك ،
وهذا رغم أنه عنده شيء من الغلو وهو غلو لفظي في الغالب . وهذه التي من أجلها عقدت مجمع افسوس الأول ثم الثاني ثم مجمع خلدقونية ... إلى غير ذلك .
وأصبح ثلاث أقوال رئيسية في هذا :
قول يقول أن المسيح باعتباره هو الأقنوم الثاني وهو بشر صار له طبيعة واحدة ومشيئة واحدة .
كيف ذلك ؟
قالوا أن الروح القدس طهر رحم مريم من الخطيئة الأولى وعزل جينات الخطئة وكون منها الإله متجسداً .
طبعاً كان هناك مرحلة فيها الإبن غير متجسد ، كيف ومتى حدث التجسد ؟ يقولون ليس لنا دخل بهذا . نحن لنا أن الذي خرج من مريم عليه السلام هو الإله متجسداً ومنذ تلك اللحظة لا يتكلم على الأقنوم الثاني إلى أقنوم الابن متجسداً .
وهذا يؤدي إلى أنه هو الذي جاع وأنه هو الذي صلب وتألم .
لما تذكر لهم ذلك يقولون أنه الناسوت .
يعني انت عقيدتك أنك ممنوع تحاول أن تفصل ولو ذهنياً بين أقنوم اللاهوت وبين أقنوم الناسوت .
فهذه عقيدة الأرزوذكس ، والكاسوليك يقولون أنهم طبيعتين ومشيئتين ، وهم لأنهم في الاصل كانوا نسطورية وهم قرضوا تقريباً وهم وكأنهم وصلوا إلى أن عيسى عليه السلام مخلوق مبارك .
لكن بعد ذلك تحت الضغط قالوا أن له طبيعتين ومشيئتين ، يعني من الممكن أن يتكلم على عيسى الإله وعيسى الإنسان ، ومع ذلك هم مقرين في الاتفاق الأخير الذي تم بين الكنيسة الكاسولية والكنسة الأرذوكسية في زماننا على يد شنودة الثالث مقرين أن لاهوته لا يفارق ناسوته .
يعني حتى لو سألنا الكاسوليك لو سألنهم من الذي جاع ؟ لا يستطيعون أن يقولون الناسوت .
إذن عندهم الإله هو الذي جاع والإله هو الذي صلب وقبر ، ويقولون أنه يمكن أن أتكلم عليه كناهوت أو أتكلم عليه كناسوت وهم لا يفترقان أبداً .
وهناك قول وكأنه توسط في المسألة وهو أنه له طبيعتين ومشيئة واحدة .
وهذا خلاصة الكلام الذي نشأ عن هذه المجامع .
فهذه خلاصة تاريخ النصارنية وكيف مرت .
نريد أن نعرف عندما يأتون ليتكلموا بعد أن صنعت ديانتهم عبر سنين ماذا يقولون لنا ؟
نحن معنا كتيب من تأليف بشوي ، الذي يحمل الآن لقب " سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية "
هذا الكتيب ضمن سلسلة هو يسميها " سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان "
هذا الكتاب الأول منها واسمه " الثالوث والتجسد والفداء "
ويعتبر أحد أبرز الكتب المتداولة عندهم ، وهو إن كان تلخيص لكتب أكثر تفصيلاً ، ولكنه أتى بمعظم مقاصده .
سنمر عليه بسرعة وننظر كيف عرض هذا الموضوع .
نحن نظرنا إلى التسلسل التاريخي الذي يجعل أي مصنف يجزم بأن هذه عقيدة مصنوعة وتم فيها تفاوض وسجال وجدال . ولكن في النهاية هم يريدون أن يظهروا أن هذه عقيدة موافقة للعقل والنقل معاً
فأول شيء نعرف هل هم يكلموننا بالعقل أم بالنقل ؟
فإن قالوا بالنقل نقول لهم عمن تنقلون ؟
يقولون عن كتب العهد القديم وكتب العهد الجديد والأناشيد الأربعة ورسائل الرسل
نقول له : هذا النقل لا يلزمنا ولا يلزم أي عقل
فلو قال : بل هو لازم
نعود مرة أخرى إلى تاريخ هذه الكتب ، متى كتبت وبأي لغة ومتى ترجمت ومتى اكتشفت ، ثم دعوى كاتبيها وماذا ادعوا ؟ فلا نجد واحد منهم يقول أنها وحي من عند الله . ثم دعوى الإلهام الموجودة في الرسالة نجدها مجهولة المصدر ، وهذه الرسالة لم يثبت لها حجة لكي نأخذ منها حجية سائر الرسائل
فنقول له : ابتدءاً النقل باب مغلق عليكم ، لأن ما في أيديكم باعترافكم كتب بلغات تجهلونها وجهل المترجم ، ثم إن تغاضينا سنجد أن الكاتب لم يدعي أن هذا وحي من عند الله بل يقول أن هذا كلامه وأنه يقول أن هذه رسالة فلان لفلان والسلامات و و و إلى آخر هذا الكلام .
فإذن لما يحتجون علينا ويقولون جاء في الكتاب المقدس
نقول له : انت الذي قدسته ولم تقدم لأحد برهان على ذلك .
ومع ذلك نحن نقول لأننا نؤمن برسالة عيسى عليه السلام نقول أن بعض ما ينسبونه إليه أو كثير منه قد يكون قاله بالفعل وأن دلائل نقد هذه العقيدة فيه أكثر من دلائل الشهادة لها ، وهذا أحد الأمور الأخرى .
فنقول أن كتبكم متعارضة متناقضة في جزئيات ، وأن القصة الواحدة نقول أن هذا واحد كان مصروع وهنا أصحبت اثنين .
وهناك أشياء قالوا أنها لتعدد القصة مثل قصة ساكبة العطر ، ونحن لا نقف معهم كثيراً فيها .
فهي مرة سكبته فقط ومرة مسحت بشعرها ، ليس هذه المشكلة . ولكن عندهم وقائع هم يقرون بأنها واقعة واحدة فواقعة الصلب يستحيل أن تكون واقعتين .
فإذن دعوى النقل نعود فيها لبحث الأناجيل التي تكلمنا فيها
نقول حتى لو تغاضينا عن كل هذا وعن الأناجيل تعالوا ننظر إلى دلائل الوحدانية ودلائل التثليث
فلو قالوا بالعقل ؟
نقول إذن يلزمك أن تذكر حجج عقلية ثابتة مستقرة في عقول الناس جميعاً ، ولا يجوز في ثنايا الاستدلال العقلي الإحالة على أي شيء نقلي إلا بعد أن نثبت أن هذا النقل ثابت ومنسوب إلى الله تبارك وتعالى .
فحيث أنهم عجزوا عن إثبات ذلك إذن لابد أن يكون الحجج العقلية التي يقولونها تكون حجج عقلية ثابتة في حس كل العقلاء .
الأمر الآخر : نقول له إنك عندما تكلمنا في البرهان العقلي هل تسأتي ببراهين أن ستجهد نفسك في إماكنية التصور ؟
وهذا أمر في غاية الأهمية .
يعني في أشهر مثال عندهم رغم وجود فيه دجل علمي كبير جداً
فهو يقول إله حق من إله حق كشعلة نار من شعلة نار .
فهذا عندهم انبثاق الإبن من الآب
نقول له : أنت بذلك أعنتنا على تصور هذا الأمر ، فهل كل متصور لابد أن يكون هو الذي حصل ؟
يعني لو قلت أن البشر يتوالدون فينبثق الإبن من الآب كما تنبثق شعلة النار من شعلة النار ؟
يقول : لا ، فهناك دليل حسي يقول أن تناسل البشر ليس كذلك.
نقول : كونه أثبت أن النار يمكنني أن آخذ شعلة من شعلة .
نقول : أنك بذلك غاية ما هنالك أنه دافع عن إمكانية تصور هذه العقيدة .
ثم يعود ويقول أن تصورها صعب .
يعني القضية كلها تدور في التصور وليس في البرهان .
نقول : تصورنا معك شعلة النار من شعلة النال فهل تطبقها على البشر ؟
يقول : لا .
نقول : لماذا طبقته على الإله ؟
هو يحتاج حجة من نقل لأن الكلام على الإله يحتاج إلى نقل ، ولابد أن يكون قبل النقل دليل معجز على صدق الناقل وصدق المبلغ .
ففي كل الأحوال كلامه لا قيمة له طالما أن النقل عندهم غير ثابت .
فلابد أن الناقل أو المبلغ عن الله يكون رسول ثبتت رسالته بالمعجزات والآيات البينات ثم نتأكد أنه أتى بهذا الكلام من عند الله وأن من نقله عنه حفظوه .
فهو أحياناً يتكلم عن المرحلة الوسيطة فيقول أن كاتبي الأناجيل ملهمين .
نقول أن هؤلاء ملهمين ، فهل الذين كتبوا النسخ وخبأوها ملهمين أيضاً ؟!
هو يدعي أن المترجمين أيضاً ملهمين ثم لما تأتي له بخطأ في جزئية يقول خطأ في الترجمة .
فأين الإلهام ؟
إذن هو يحاول أن يدعي أن الكاتب ملهم ، فهذا الكاتب رسول ونوع رسالته إلهامية ـ متى ومرقص وبولس ـ فكل هؤلاء رسل بالإلهام .
فلو تغاضينا عن هذه الجزئية فهل الناقلين عنهم والمترجمين عن الناقلين هل ثبت أنهم حفظوا هذا الأمر فأدوه إلينا كما كتبه هؤلاء الكتبة ؟
فما الذي يضمن لنا ونحن لا نعلمهم أصلاً ؟
نحن لا ندري ماذا كان يحدث من عام سبعين ميلادية إلى عام 325 ميلادية ، وهم يعلمون ولا غيرهم يعلم .
فيأتي ويقول : الإيمان ثم الفهم ، وأحياناً يدعي أن هذا موجود عند المسلمين ويقول أنكم تقولون التفويض في الصفات وأن هذه أمور نعلمها يوم القيامة .
نقول : لابد أن يكون هناك أصل ثابت نبني عليه . فلو أثبت أن هذه الكتب من عند الله يجب الإيمان بكل ما جاء فيها ، ولا يشترط أن يكون لها دليل عقلي ، لأن الدليل النقلي يغني عن الدليل العقلي ، مع أنه لا يمكن أن يصطدم معه .
هم يريدوننا أن نسلم نقل غير ثابت ، ومن ضمن أدلة عدم ثبوته مناقضته للعقل .
المسلمون يدعون الناس إلى اعتقاد ثبوت النقل أولاً ، يقولون أن القرآن من عند الله ، وانظر إلى القرآن وأخباره الماضية والمستقبلة وانظر إلى التشريعات والأحكام . فإذا ثبت وأتى في القرآن شيء متشابه نقول له علمه عند الله ، لكننا لا نجد في القرآن أو 1+1+1= 1 .
فهذا فرقان جوهريان .
فلا يأتي يقول الإيمان ثم الفهم وكل الناس تقول هذا بما فيهم المسلمون .
لا ، لأن المدار كله على أن النقل الذي معه غير ثابت فلا يبقى له إلا حجة العقل وهي ضعيفة جداً في باب الإلاهيات ابتداءاً وأنه يعتمد عليها وحدها ، وغاية ما يحاولونه هو إمكان التصور .
لما تقول له عقيدتك غير مفهومة أصلاً
يقول نحاول أن نشرح لك .
إذن كل جهوده في باب التصور ، ولما يأتي يقول حجة يدعي إلزامات لا حجة علها من نقل ولا من عقل .
وكما شبهنا كلامه قبل ذلك بأناشيد الأطفال الصغيرة التي فيها سلسلة منطقية عجيبة لا ترابط بينها غير أن الطفل يسعد بها .
يقولون مثلاً : أريد أن أصعد التوتة والتوتة تحتاج إلى سلم والسلم عند النجار والنجار يريد مسمار والمسمار عند الحداد والحداد يريد حليب والحليب عند البقرة .
فلماذا لم يطلب النجار خشب مثلاً ونذهب لنأتي له به من الشجرة ؟
هم أطفال ...
ولماذا طلب الحداد حليب تحديداً ثمن للمسمار ؟
ولماذا الحليب عند البقرة والبقرة تبغى مرعى والمرعى تبغى مطرة رخي يا مطرة رخي ....
بهذا نكون وصلنا إلى أن هذا الرجل الذي قول النشيد يريد أن يسعد الأطفال بالمطر .
وكل الناس تعلم أن هذه عقول أطفال .
في الواقع أن هذه مقدمة ونخلص الكلام بأن ما نقرأه في كتاب بشوي أو غيره هو من جنس الحداد والمسمار ومن جنس أهازيج الأطفال لأن أول كلمة قالها لنا هي : " هل المسيحية صعبة أو غير سهلة ؟ "
الإجابة : أن المسيحية من الممكن أن يفهمها الأطفال الصغار .
فهو معترف ، هو يريد أن يقول حتى الصغار .
يقول : " وقد قال السيد المسيح : أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلمتها للأطفال "
طبعاً لما يكون أول القصيدة كفر ... وآخرها كفر أيضاً .
لأن القضية مخفية عن الحكماء والفهماء يفهمها الأطفال . فكل من رأى في نفسه حكمة أو فهماً لا يكمل القراءة لأنه لن يفهم الرواية من الأول ، فلابد أن تنزل لعقول الأطفال .
والطفل يفرح لما نقول له الحداد يبغى مسمار والمسمار عند الحداد فهو يفرح بذلك ، فهو يأتي له بأشياء من هذا الجنس .
وبولس كان أكثر صراحة في هذا الجانب ، وسبق أننا أشرنا أنه حتى الأطفال لا تفهمه .
يعني بولس حتى لم يستثنى الأطفال كما استثناه متى .
ويبدوا أن بولس لم يكن يحفظ إنجيل متى الذي وردت فيه هذه العبارة ، فهو يقول لهم في الرسالة الأولى : " فإن المسيح قد أرسلني لا لأعمد بل لأبشر بالإنجيل غير معتمد على حكمة الكلام ـ فعلى ماذا تعتمد ؟؟ ـ لئلا يصير صليب المسيح كأنه بلا نفع ، لأن البشارة بالصليب جهالة عند الهالكين ، وأما عندنا نحن المخلصين ـ وأنظر إلى الإحالة ـ نؤمن أولاً ثم نفهم " وبعد أن يؤمن ويقول أنه لم يأتيه الفهم يقولون له أن إيمانك لم يكن إيمان عميق ثم يتورط ويعيش حياته هكذا .
ويقول : " أما عندنا نحن المخلصين فهي قدرة الله ، فإنه قد كتب : سأبيد حكمة الحكماء وأزيل فهم الفهماء "
بولس عنيف جداً ومتطرف جداً ولم يكن عنده حتى أدنى من ذلك ولا حتى الأطفال يريد أن يذكرهم .
متى يقول أن ممكن يفهمها الأطفال ، لكن عند بولس يقول : " سأبيد حكمة الحكماء وأزيل فهم الفهماء "
إذن أين الحكيم وأين الكاتب وأين المجادل في هذا الزمان .
ألم يقلب الله حكمة هذا العالم جهالة ؟ "
هي عندنا في النسخة الإنجليزي تقول " فولش " أي غباء ، والمترجم العربي خففها فقال : ألم يقلب الله حكمة هذا العالم غباءا ًأو حماقة . فبما أن العالم في حكمة الله لم يعرف الله عن طريق الحكمة ، فقد سر الله أن يخلص بجهالة البشارة الذين يؤمنون "
إن اليهود يطلبون آيات .
اليهود بحكم أن عندهم آيات يقولون لبولس هات لنا آيات
واليونانيون يبحثون عن الحكمة
ولكننا نحن نبشر بالمسيح مصلوباً .
يعني لا هي آية ولا هي حكمة ، بل هي عكسهم مما يشكل عائق عند اليهود وجهالة عند الأمم .
أما عند المدعوين سواء من اليهود أو اليوانيين فإن المسيح هو قدرة الله وحكمة الله ، وذلك لأن جهالة ـ حماقة ـ الله أحكم من البشر وضعف الله أقوى من البشر " نعوذ بالله .
في الواقع بعد هؤلاء العبارتين من المفترض أن يغلق أي باب للمناقشة .
لكننا نتجارى ونعرف أن الشخص الذي يكلمنا من البداية منتظر عقول الأطفال . أو منتظر أن يقول طالما وجدت الأمر حماقة فاعلم أنه الحق ، هذا في بولس
اما في متى والبشوي اعتمد نظرية الأطفال يقول أن لو عقلك عقل طفل هستفهم ، فلو أنك حكيم أو لك فهم أعلى من هذا لم تفهم .
نحن قلنا أن الأناجيل الثلاثة متشابهين ونحن أخذنا منهم إنجيل مرقص وإنجيل يوحنا يشابههم في بعض الأمور ولكن تصريحه بإلهية عيسى أعلى منهم وإن كان يبقى أنه نسب إلى عيسى عليه السلام أنه قال لليهود عندما استنكروا عليه أنه إله قال لهم أنهكم تدعون أنفسكم آلهة ، فأصبحت المسألة كونه يدعي أنه إله كما أنه يدعي أنه ابن الله ، فكلها أمور تقريبية وخطأ في التعبير ملأت بها كتب اليهود والنصارى ، وليس له أنه يدعي أن عيسى ادعى له أكثر مما ادعاه اليهود .
لأنه قال ذلك ، فلما كان يدافع عن نفسه قال : ما ادعيت لنفسي إلا ما ادعوتموه أنتم لأنفسكم .
لكن عموماً هو هنا سينقل عن يوحنا وأنه نسب إلى عيسى عليه السلام قوله : ليس أحد يعرف الإبن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الإبن .
طيب هنا الآب والإبن يعرفون بعضهم ولا أحد آخر يعرفهم . فما الذي أدخل البشر في هذا الموضوع .
يقول : حب المسيح وهو يفهمك
فالذي يجادل عن هذه العقدية ليس من دوره أن يفهمك ، لأن يوحنا قال لهم ذلك .
فالآب يعرف الإبن والإبن يعرف الآب والإبن سيختار أناس ليعرفهم .
فإلى ماذا تدعون وبماذا تبشرون ، ولماذا كتب هذا الكتاب ولماذا كتب من قبله كتابه ؟
فهو فشل أن يقنعك لأن المسيح لم يعلن له ، والمسيح أعلن له في زعمه . وطبعاً لا نكذبه ولكن نقول الشيطان .
وعندهم في الإنجيل أن المسيح حذرهم ممن يتقمص شخصه وقال لهم أن هناك أنبياء كذبة وحذرهم ممن يأتي ويدعي أنه المسيح ومع ذلك هم يرون أنهم يؤمنون بجهالات وضلالات مخالفة للعقول وحجتهم الوحيدة أن المسيح أعلن لهم .
نقول أن المسيح حذركم ومن أين تعرفون من المسيح ممن حذركم منه .
يعني لما يأتي لك بحماقات وجهالات تعرف أنه الشيطان .
طبعاً متى هو الذي ينسب إلى عيسى عليه السلام وأنه لا يعرف الآب إلا الإبن ولا يعرف الإبن إلا الآب ومن أراد الإبن أن يعرفه .
والأناجيل الثلاثة مكتوبة في ظل رجاء عودة قريبة لعيسى عليه السلام . وهذه هي أهم السقطات في الأناجيل فهم يتكلمون أنه لن يذهب هذا الجيل إلا عندما يرون الأمور التي معها دينونة العالم والتي معها انهيار نظام العالم . وهذا يكفي جداً على كذب هذه الأناجيل .
فمتى كان منتظر أن يأتي الإبن ويعلن عن نفسه مرة أخرى فقال ذلك .
أما يوحنا بعد أن انخرم الجيل أو كاد أن ينخرم من غير أن يأتي الإبن ثانية أتى بقصة المعزي ويبدوا أنها كانت بشارة موجودة عند برنابا هم كتموها لما اختلفوا في إرسال أحمد أو مجيء أحمد وقال : أنا سأذهب وسيرسل لكم الآب الفارقليط ومعناها كثير الحمد فاضطر يوحنا يأخذها ولكن سماها المعزي أو الروح القدس وهو الذي يعلن عن الإبن .
ومتى كان يقول أن الذي يعلن عن الإبن هو الإبن نفسه .
طبعاً بشوي لم يرى أن اختلافات لأنه طبعاً يكلم أطفال .
فهو ثلاث أو أربع سطور نقلنا في تناقضات عديدة .
يقول : " وقال أيضاً أن المعزي هو الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بما قلته لكم "
لماذا اضطر يوحنا أن يقول ذلك ؟
لانخرام الجيل قبل عودة عيسى عليه السلام ، والأناجيل كانت تقول أنها ستتم في هذا الجيل ، فكانوا منتظرين أن يرجع .
يقول : " أن الروح القدس هو الذي يعرفنا كل شيء عن الآب وعن الإبن وعن الخلاص وعن الفداء وعن أهمية صلب المسيح من أجل خلاصنا "
فهذا ليس متى ولا يوحنا بل هذا هو بشوي .
إذن متى قال الإبن سيأتي يعرفنا بنفسه ويوحنا قال سيرسل الروح القدس ليعرفنا بالإبن وبشوي قال لا بل هو سيعرف الآب والإبن والخلاص والفداء والصلب .
فهذا الكلام تقرر بعد ذلك فلسفياً
والروح القدس هذا أقنوم من أقانيم الإله فيما يزعم النصارى وجعلوه لحل الأزمات .
يعني هذه الكتب أتوا بها بإلهام من الروح القدس ... وهكذا .
فهو يستطرد إلى أن الروح القدس سيأتي ويعرفنا
ثم يقول : " إن الشيطان هو الذي أغوى الإنسان وهو في الفردوس وجعله يخالف وصية الله وشككه في محبته وقال له إن الله لا يريدك أن تكون مثلنا عارفاً الخير والشر "
فهذه الرواية التوراتية لقصة إغواء الشيطان لآدم عليه السلام . وطبعاً هم يؤمنون بالعهد العقديم بكل ما فيه من تحريف ومنها أن يكون تحريم الأكل من الشجرة كان لا يعلم آدم علم الآلهة .
الفقرة الأولى التي كان يقول فيها بشوي إجابة على سؤال هل المسيحية صعبة أو غير سهلة ؟
كانت الإجابة أن الروح القدس سيعرفنا كل حاجة .
يعني في النهاية هل هي صعبة أم سهلة ؟
السؤال هل هناك حجج منطقية أم لا ؟
الإجابة : أن الروح القدس سيعرفنا .
فهو قال أن الأطفال هي التي ستفهما ثم قال أن الروح القدس هو الذي سيفهمنا إياها .
فأي واحد لم يفهمها لأنه لم يأت له الروح القدس .
فكيف يأتي به ؟
يأتي به بأن يؤمن أولاً .
وكيف يؤمن بشيء لم يفهمه
وسنظل في هذه السلسلة . بأنه لابد أن تؤمن ثم تأتي لك الروح القدس تفهمك .
ثم دخل في الخطوة التي بعدها ويقول وبسبب الخطية دخل الفساد في طبيعة الإنسان ودخل الموت كنتيجة للقضية .
نحن سنظل معه في هذا الكلام الكثير ثم نسأله سؤال واحد .
هل على هذا الكلام من نقل أو من عقل ؟
من الذي قال لهم أن الإنسان لم يموت إذا لم يفعل الخطية ؟
بل بشوي يقول أن الإنسان لو لم يفعل الخطية لم يكن ينتن في القبر !!
يعني هذا الفعن الذي في القبور من آثار الخطية .
نقول أن القضية زالت عندهم فيما يزعمون ولما يقبرون ينتنون أيضاً .
فهذا كلام عجيب أيضاً .
فهو يقول أن القضية جعلت الإنسان فاسد ولما يدفن يعفن ويأكله الدود .
فهل بعد أن حصل خلاص في زعمه لطائفة مخصوصة من الناس من الخطية ، فهل عندما يدفن هؤلاء لا يأكلهم الدود ؟ !
ثم يقول : " قد أصبح هناك عداوة بين الله وبين الإنسان "
طبعاً رغم تقادم الزمان وزوال الحضارة الرومانية لا يزال من يشرح العقيدة النصرانية لا يتخلص من العبارات الوثنية . وقصة العداوة بين الله وبين الإنسان هي قصة الأساطير الرومانية كلها .
فالأساطير الرومانية قائمة على أن الإله إنسان متطور وإنسان خارق ، وهذا الذي رجع في الكارتون تحت مسمى سوبر مان .
والإنسان الذي ليس سوبر ينازع الإله الذي هو الإنسان السوبر .
وهناك إنسان يصل إلى السر الذي خبأه عنه الإنسان السوبر في الجنة .
وتكون القصة كلها كذلك .
فهو يقول : أصبح هناك عداوة بين الله وبين الإنسان .
فهو يريد أن يقول عداوة بين الله وبين الإنسان ، والعبارة توحي بأن أجرة الخطية هي الموت نفس الإصرار على تقرير أمور بلا سند لا من عقل ولا من نقل حتى من عندهم سواء من العهد القديم أو الجديد . وهو هنا لم يجد نقول يذكرها .
ثم يكلمنا تحت عنوان ـ الله يعلن حبه للإنسان ـ
خلاصة هذه الفقرة أن الله يحب الإنسان ويريد ألا يأكله الدود مرة أخرى . لكن هذا لم يحدث
وأيضاً الله يريد للإنسان ألا يموت ولكن هذا لم يحدث أيضاً .
الله يريد الإنسان أن يتخلص من آثار الخطية ، ولكن هنا مشكلة : فهو يقول أنه ليس من الممكن أن يسامح الله الإنسان بدون أن يعلن غضبه ضد الخطية .
هنا هو بدأ يدخل في أزمة وهي تعارض محبة الله للبشر مع قداسته .
وهذه ما قالها تصريحاً في الفقرة التي بعدها بعنوان ـ تقابل قداسة الله مع محبته ـ
فخلاصتها أيضاً أنه يكلمنا أن الله يحب الإنسان
فيقول : صحيح أن الله محب ولكنه في نفس الوقت قدوس .
وهو عندما يشرح الثالوث يقول أن الإله له ذات وهو الآب وله كلمة وهو الإبن وله روح وهي الروح القدس .
نقول وأين المحبة والقداسة ؟
فهو في وسط الكلام قال صفات إما أن يضمها للثالوث والثالوث بهذا يكبر ويصبح أربعة وخمسة أو يعترف أن تعدد الصفات لذات واحدة هو الحق وأن الله واحد بذاته وله كل صفات الكمال . وهذا ما يوجد في التوراة إلى يومنا هذا رغم أن فيها صفات نقص إلا أن فيها مبدأ أن الله واحد وأن علمه وإرادته وكل هذا لا ينفي أنه إله واحد .
فهو هنا يكلمنا على المحبة والقداسة فيقول : صحيح أن الله هو المحب ولكنه في نفس الوقت هو القدوس فلابد أن يعلن غضبه ضد الخطية .
نقول : كلمة " لابد " في حق الله تبارك وتعالى من أين أتى بها ؟
إما أن يكون هذا الشيء مستحيل عقلاً أن يحدث وإما أن يكون عنده مستند من شرط .
فيقول : " فلابد أن يعلن غضبه ضد الخطية وفي نفس الوقت يعلن محبته للإنسان لأن إعلانه لغضبه فقط يجعل الإنسان يخاف من الخطية لكنه في نفس الوقت لا يستطيع أن يفهم محبة الله "
المهم أننا وصلنا الآن إلى أن الإنسان مخطئ .
وهو هنا لم يركز على وراثة الخطية .
وهو يقول أن الذي أخطأ هو إنسان واحد واستدركنا إلى أن الخطية موروثة ولا يركز على ذلك أحد .
نقول له : من أين أتيت بأن الخطية موروثة وهل هذا يستقيم مع تعميد يوحنا " يحيى " عليه السلام بمعمودية التوبة قبل بعثة المسيح عليه السلام ؟
ومن ماذا يتوب إذا كان هو أعظم الخطايا لا مغفرة لها . فما معنى التوبة ؟
طبعاً الإجابة تكون فكاهية إلى حد ما وهي أن هناك رموز وألغاز وإشارات أتى بها كل الأنبياء السابقين في زعمهم . ومن فهم الإشارة وآمن بها على علتها كما آمنوا هم بالصلب على علته ، فبالتالي هو يقول أن كل الإنبياء قالوا إشارة سرية من فهمها وآمن بها غفرت له الخطية عندما أتى عيسى عليه السلام ، ومن كفر بها هو كافر .
فأين هذه الإشارة ؟
هم يجهدون نفسهم في استخراج الإشارات السرية في كلام الأنبياء السابقين .
هو الآن وصلنا إلى أنه لابد من عقوبة الخطية لكل بني آدم .
وهو يقول لابد وحتماً ولم يأتي لنا حتى الآن بأي دليل عقلي ولا أي دليل نقلي حتى من كتبهم .
فبأي شيء نسلم وهي كلها إلزامات بما لا يلزم ؟
فالإنسان مخطئ بالوراثة ولابد من العقوبة .
وهنا مشكلة وهي محبة الله للإنسان مع خطأه وأنه لابد أن يعاقب .
أليس من الأيسر أن يعاقب الإنسان الأول وتنتهي المسألة ؟ ومن أخطأ يعاقب وينتهى الأمر ؟
إذن كان هناك حل ما لقضية الخطيئة ، أياً كان الحل ولكن هناك حل حتى ولو كان في زعمهم أن ابن الله الوحيد هو الذي يأخذ العقوبة .
فهو كان موجود منذ الأزل فلماذا لم يأخذها في أول الخطيئة وكانت الأمور تصبح أفضل من الوراثة التعسفية للخطيئة ؟
المهم أننا الآن وصلنا إلى مشكلة أن الإنسان يرث الخطيئة ، والله تبارك وتعالى يحبه ولكن لابد من عقوبة .
الفقرة التي تليها : " أهمية الفداء "
يقول : أن السيد المسيح أخذ العقوبة التي لنا التي هي الموت .
فلما يعاقب غير المذنب هل يستقيم في عرف القوانين أن واحد يعيث في الأرض فساداً فهل نحضر من ينوب عنه العقوبة حتى ولو رضي الآخر ، وهل هذا حقق الزجر المقصود من العقوبة ؟
المهم أنه بعد أن قال حتمية العقوبة وجدناها أنها غير حتمية لأنه معنى أن يأخذ العقوبة واحد آخر يعني ذلك أنها غير حتمية !!
قال : " إن السيد المسيح أخذ العقوبة التي لنا التي هي الموت ، وهو لا يستحق الموت لأنه بار وبلا خطية وبذلك استطاع أن يفدينا ويدفع ثمن الخطية التي هي لكل البشر ولكن لابد أن يكون هذا الفدي له قيمة كبيرة جداً بلا حدود عند الله ، ولابد ألا يكون عليه غضب الله وهذا شيء طبيعي وإلا فكيف يفدي غيره إن هو نفسه يستحق الموت ؟ "
نقول أن موت بموت فالأفضل أن يموت صاحب الخطية .
فهو يقول أن البشر يستحقون عقوبة الخطية التي هي الموت فأتينا بواحد آخر يأخذ العقوبة .
ودعك الآن من أن الواحد الآخر هذا هو الإله نفسه ، لكن سيأخذ العقوبة . فلماذا ذهبنا إلى واحد آخر وتركنا المخطئ الأصلي ؟
قال أن المخطئ الأصلي لو مات لم يبعث مرة أخرى ؟
لماذا ؟ لا نعلم .
أما الآخر لو مات سيقوم فهو لم يموت ؟
نقول أنه بذلك لم يأخذ العقوبة .
فلماذا هذه التمثليات وفي النهاية أن الله هو الذي أحب البشر وهو الذي أراد أن يتوب عليهم وهو المضطر في زعمهم أن يرسل ابنه ليأخذ عقوبة وهمية .
فهم يقولون أن الإبن إذا أخذ العقوبة سيقوم مرة ثانية والإنسان إذا أخذ العقوبة لا يقوم مرة أخرى ؟
نقول لماذا ؟ وهل هذا لا يدخل في قدرة الله تبارك وتعالى ؟
فهو هنا دخل في الفقرة التالية التي يقول فيها ـ الرحمة والحق تلاقيا ـ
أخيراً أتى الحل !!
فهل هذا الحل عزب عن الله تبارك وتعالى في أول ارتكاب آدم للخطيئة ؟ وبدلاً أن يطول الزمان ونحبس الأنفاس في مشكلة الإنسان الذي يموت ويدفن وينتن وهذه الأزمات كلها . وفي النهاية يأتي الحل الذي يقدر أن يكفر العقوبة وهو موجود في زعمهم ، فلماذا لم يكفرها وقتها ؟
فهو يقول تحت عنوان ـ الرحمة والحق تلاقيا ـ
يقول : " على الصليب كان الحل ، فالإنسان يحتاج أن يعرف عن الله أمرين في نفس الوقت ، والإثنان يتقابلان معاً ، يعرف أن الله يكره الخطية جداً ويعرف أن الله يحبه جدا ً ، فلو علم أن الله يحبه فقط ولكن يترك له الخطية فبذلك تكون صورة الله في نظره أنه ليس قدوساً "
نقول أنه في النهاية أن الإنسان لم يعاقب ، بل الإله عاقب نفسه فيما تزعمون تعالى الله عما يزعمون علواً كبيراً .
: " وبذلك أن الإنسان من الممكن أن يستسهل الخطية ولا يكرهها "
نقول أن من يؤمن بعقيدتهم يكون أكثر تعظيماً للخطية أم أكثر استسهالاً ؟
يقول : أن كل الديانات فيها أناس ملتزمة وأناس غير ملتزمة .
نقول نعم هذا في كل الديانات ولكن سنجد أن الاستسهال في دينهم أكثر . وهذا الشيء الطبيعي لأن عنده من يتحمل عنه الخطايا . عنده من يتحمل عنه الخطية القديمة ويرفق بها كل الخطايا اللاحقة بكرسي اعتراف .
ففي النهاية هذا تبريره لقضية الصلب .
وهو دخل على الصلب مباشرة ولم يذكر التثليث بل أخره قليلاً رغم أنه يضطر أن يدافع عن قضية وجود إبن للإله .
فقبل أن يرسله ليكفر خطايا البشر لابد أن يثبت ويقنعنا أنه يوجد إبن لله ثم يقنعنا أنه لابد أن ينزل ويتجسد .
ولكنه دخل في القضية العاطفية مباشرة .
يقول : " أن الله يريد أن يبين لنا مدى غضبه من القضية ، فعندما حمل السيد المسيح خطايانا ورأيناه يجلد ويتعذب ويتألم وهو لم يفعل شيئاً "
لاحظ أن الفقرة تتكلم عن التقاء الرحمة بالحق ثم تتكلم عن جلد وتعذيب وتألم من لم يفعل شيئاً والمذنب وهو كل البشر الذين حضروا الصلب يفرحون بذلك وهرب التلاميذ ، وبني آدم كلهم ما بين صالب للإله وهذه خطية جديدة أعظم بكثير من الأولى والآخرين تاركين للإله لأعدائه ، وبهذا يكون الرحمة والحق التقيا ومن يصدق هذه القصة يمحى عنه كل شيء .
يقول : فهل إلى هذه الدرجة تؤذي الخطية قلب الله ؟
طبعاً هو يتكلم في أساطير رومانية فيقول قلب الله وغير ذلك .
: " فهل تؤذي قلب الله ويكرهها إلى هذه الدرجة لدرجة أنها استوجبت أن المسيح البار القدوس ابنه الوحيد يتألم كل هذه الآلام لكي يدفع ثمن خطية الإنسان "
في الواقع أن الاستفهام يوجه على أن هذا هل أفادنا كره الله للخطية أم أفادنا أن من ألف فهذه القصة كان مضطرب العقل وليس أن هذه تنسب إلى الله تبارك وتعالى ؟
فهو يقول : أنه لو أن الإنسان نفسه أخذ الخطية لم تكن مؤثرة في نفسه كما يشعر أن ذنبه تسبب في صلب ابن الإله "
يقول : "وهو الذي يجعله يخجل من الله "
يقول : " فبالرغم من أن هذا الجلد ما فعل بالإنسان الخاطئ ولكنه يشعر أنه هو الذي يضرب لأن هذه هي خطيئته وهذا يجعله يخجل من الله ويشعر أن السياط ينزل على مشاعره هو وسوط الرب يناديه هل هذه هي لذة الخطية التي تحبها أنظر أن السيد المسيح هو الذي يدفع ثمنها فهل سوف تحبها مرة أخرى أم سوف تبدأ في كراهيتها "
هذا الكلام كان يمكن أن يسمع لو أن كل خطية ينزل الإبن يصلب من أجلها . ولكن الصلب انتهى وانتهى الأمر في حد زعمهم .
وبالتالي لم يؤمن الناس بالدخل الذي يقولونه .
فلا أحد من الناس يقول أنه لو فعل خطية سيصلب من أجلها ابن الإله ، بل هو يقول أنه صلب والأمر انتهى ومن كفى خطيئة يكفي مائة وانتهى الأمر .
وهذا الاحتجاج في حد ذاته فيه قدر من التعسف الذهني الذي لم ينتبه هو إليه .
وأكيد هو لا يشعر بهذا الشعور ، وهذا الشعور لا يشعر به إلا من يرى أن الصلب من الممكن أن يتكرر فكلما يقدم على خطية قد يزجره العقاب عندما يشعر أن العقاب سوف ينزل على الرب بدلاً منه سيزجره أكثر .
وارد لو كان من الممكن أن تكرر ، لكنهم قالوا أن الأمر انتهى وهو صلب وقام وجلس على يمين الرب وانتهت المسألة .
فهذا الكلام صعب جداً تصوره ، وأكيد أن كاتب الكلام لم يتصوره .
سنأتي لقضية التصور :
قلنا أن هذا الكلام كله بلا برهان نقلي أو عقلي .
ما هو البرهان عند هؤلاء القوم ؟
إمكان التصور ، وهذا ليس برهان .
بمعنى أنك لو قلت لي قصة على الفور أقول لك هات دليل أنها حدثت .
فلو قال أن فلان قتل فلو قلت له ما الدليل على أنه قتل يقول لك وهل هو مستحيل على القتل ؟
نعم هم ممكن يقتل .
فيقول ما دام أنه من الممكن أن يقتل فهذا دليل على أنه قتل .
التصور لا يساوي الحدوث .
أنا لا أقول لك أنه مستحيل رغم أنه مستحيل ، ولكن بالفرض .
فالتصور بعد أن يجادل فيه وينازع لا يساوي الحدوث .
هو هنا يحكي لنا قصة وهي ما يقربون بها أخذ المسيح للعقوبة وهي أن أناس كانوا في سفينة وأرادوا أن يلقوا أحدهم وكان هناك أخوان على السفينة فوقعت القرعة على الأصغر وهو كان عاصي وكان الأكبر مطيع ، فالأكبر قال للأصغر أنا سألقي بنفسي بالنيابة عنك لأنني لو مت سأدخل الجنة بينما أنت لو مت ستدخل الناس ولكن وصيتي أن تتوب إلى الله .
قالوا أن هذا بالضبط ما حدث من المسيح .
فلو افترضنا هذا أن المثل أعطانا تصور أنه من الممكن أن يأخذ أحد العقوبة مكان الآخر فمن الذي يثبت أن هذا هو الذي حدث في قضية الصلب والفداء ؟
طبعاً هنا الموضوع ليس عقوبة والتصور ليس قائماً . لماذا ؟
لأن هذه ليست عقوبة لأن هنا الناس يريدون أن يتخلصون من أي وزن زائد وليس هي عقوبة الردع والزجر .
فلما آتي ببريء يأخذ العقوبة بدلاً من الزاني فأنا بذلك أشجع الجاني وأكافؤه على أن يتحمل عنه غيره .
لكن المثال الذي أتى به ليس خطيئة .
هو ضمن فيه الخطيئة وأنه مخطئ ولو مات سيدخل النار ولكن لماذا يقبل الناس أن أخيه يأخذ مكانه ؟
لأنهم لم يحاسبوه على خطيئة بل هم يريدون إلقاء أي واحد فلو أن واحد قام وقال أنا أفدي هذا فهذا من الممكن ، أما لو أنهم يعاقبون سارق أو من يؤذيهم وقام أحد الناس وقال أنا سآخذ العقوبة واتركوه على ما هو عليه لم يقبلوا هذا .
الأمر الآخر : أننا نتكلم على واحد عشعشت الوثنية في مخه فعنده أن الأخ الأكبر هذا لا حيلة له إلا أن يموت بدلاً من أخيه .
ولكن لو تكلم على قدرة الله سبحانه وتعالى أن يغفر ،
فلا يقتله ولا يقتل غيره ولا يرسل ابنه ليموت بالنيابة عنه .
فالمثال لا يجعلنا نتصور الأمر في حق الله تبارك وتعالى ، فهو عاجز لا يملك إلا هذا .
أولاً : لأن العقاب تم نقله لأنه أصلاً ليس عقاب
ثانياً : لو أن الأخ الأكبر معه قارب نجاه وقال لأخيه سألقي بنفسي بدلاً منك هل يصح ؟ فالأفضل أن يضعه في قارب النجاة . فماذا لو معه سفينة أكبر ؟!
المثال كله بعيد عن المسألة تماماً ، لأنه حصرنا في نطاق الوثنية والتشبيه .والله تبارك وتعالى على كل شيء قدير وإذا أراد أن يعاقب المذنب عاقبه وإذا أراد أن يعفو عنه عفا عنه . أما أن يريد أن يعفو عنه شريطة أن يعاقب غيره وشريطة أن يكون هذا الغير هو ابن الله والعياذ بالله ، تكون قضية في غاية العجب .
بهذا يكون المؤلف وكأنه استدرجنا أننا اقتنعنا أن لله ابن .
يعني هو لم يذكر لنا أن لله إبن بل اكتشفنا فجأة أن له إبن في زعمه وأنه نزل ليصلب وحمل الخطيئة عن الناس ومن يريد أن تظل خطيئته عليه لا يعتقد أن له إبن .
نحن نريد أن نسأله أولاً كيف ثبت لديك أن الله تبارك وتعالى مكون من ثلاثة أقانيم ؟
وهو سيذكرها ولكن كان المفترض أن يبدأ بها ، وهو المفروض يثبت لنا أن الله منذ الأزل ثلاثة أقانيم ونظر أي أقنوم منهم الذي قرر قضية الصلب ومن الذي أرسل ومن المرسِل ومن المرسَل ، وكل هذا الكلام لابد أن يوضحه لنا .
فالأول لابد أن يقرر لنا وجود ثلاثة أقانيم ثم يقرر لنا أن آدم عمل الخطيئة وأن أقنوم الآب كلف الإبن بأن ينزل ويحمل الخطيئة .
فبهذا يكون وكأنه أقنع الطفل القارئ أنه لابد أن ابن الله ينزل ليتحمل العقوبة والطفل لم ينتبه أنه لم يثبت له أبتداءاً أن لله إبن لاسيما أن المتكلم يزعم أنه يؤمن بكتب فيها أن الله واحد ، وهذا واضح جداً في العهد القديم بل وفي العهد الجديد .
وسيدخل في قصة الإناجيل :
وتحت عنوان ـ الله يخفي لاهوته عن الشيطان ـ
أيضاً لم يشرح لنا قضية التجسد ، فلله إبن والقضية هنا أنه لماذا أخفى لاهوته ؟
خلاصة الكلام : أن إبليس خدع آدم عليه السلام فالسيد المسيح أراد أن يسقي إبليس من نفس الكأس فيجعله متحير في شأنه لا ندري لماذا .
فإبليس جربه أن يلقي نفسه من أعلى الجبل وجربه أن يسجد له وجربه في أمر الطعام .
فإبليس جربه ثلاثة اختبارات .
فهو يقول : " قال السيد المسيح سوف أسقي الشيطان من نفس الكأس التي سقاها للبشر فأتى ابن الله الوحيد كلمة الله وتجسد وأخفى لاهوته عن الشيطان وأتى في صورة إنسان وأصبح الشيطان متحيراً إن كان هو كلمة الله أم لا ؟
نقول لماذا تحير الشيطان ؟
فهل الإله لم يتمكن من الإخفاء جيداً ، أو هل ترك آثار للجريمة .
فإنه لو تخفى لماذا لم ينجح في التخفي مائة في المائة ؟ لماذا أتت الحيرة عند الشيطان .
فأحياناً يقول : لا ، لأنه عندما صام على الجبل جاع فبذلك يكون أن الشيطان أفقه منهم لأنه عرف أن الذي جاع بشر . وبدأ الشيطان يشك ويجربه ، والسيد المسيح كان يخفي لاهوته عنه ، ظل هكذا حتى غضب الشيطان منه لأنه كان يصنع معجزات كثيرة ويبشر بحياة القداسة والتوبة ويجزب الناس إلى محبة الله فقرر أن يتخلص منه فعلق السيد المسيح على الصليب .
يعني الحيلة في النهاية أن الشيطان حرض جنوده ليعلقوا السيد المسيح على الصليب والرب تركه يقع في الكمين .
هذا في غاية العجب !!
لماذا لا يقول له أنه هو الله ؟ والشيطان عندما تذكر الله يندحر ، وإذا استعذت بالله يذهب .
المهم في القضية أن إبليس هو الذي قاد المؤامرة والصليب صنع من خشب الشجر .
يقول القديس نارأفرام السرياني : " على الصليب علقت الثمرة ، وقال الرب للشيطان ـ هل الآب أم الإبن ؟!! ـ هل ترضى أيها الموت أن تبتلع هذه الثمرة المعلقة على هذه الشجر"
أنا لا أعلم التداخل بين الموت وإبليس عندهم .
والمقصود بالموت هنا هو إبليس .
: " قال نعم سوف أبتلعها وفتح الموت فاه لكي يبتلع هذه الثمرة المعلقة على الشجرة لأنه رآها شهية للنظر وجيدة للأكل "
هذه رموز من القصص الوثني الروماني ، فنحن كنا نتكلم على بشر وليس على ثمرة . فهو كان معلق على الشجرة نعم ولكن ما الذي جعله شهية وجيدة